ظريف متهمًا الوكالة الدولية للطاقة الذرية: أداة بيد ترامب لتدمير الاتفاق النووي
حذر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم الثلاثاء 16 يونيو (حزيران)، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، من أن بلاده "لن تسمح" بأن تتحول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى "أداة بيد الولايات المتحدة لتدمير الاتفاق النووي".
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت، أمس الاثنين، أن "طهران منعتها من الوصول إلى موقعين يشتبه فيهما لتخزين اليوانيوم خلال الأشهر الأربعة الماضية، ولمدة عام تقريبًا، وأن إيران رفضت التحدث بجدية حول أسئلة الوكالة عن المواد النووية غير المعلنة المحتملة، وأنشطتها النووية".
كما أفادت مجلة "بلومبرغ"، أمس الاثنين 15 يونيو (حزيران)، بأن فرنسا وألمانيا وبريطانيا، قامت قبيل اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بصياغة مسودة قرار لمطالبة إيران بـ"التعامل الشامل" مع مفتشي هذه الوكالة وتوبيخ طهران دبلوماسيًا.
من جهتها، أكدت واشنطن على ضرورة انضمام العالم للوكالة الدولية للطاقة الذرية لمنع النظام الإيراني من "عدم الاحترام الصارخ".
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي، عقد اليوم الثلاثاء في موسكو، قال وزير الخارجية الإيراني: "إن الإدارة الأميركية معتادة على الانسحاب من المعاهدات والمؤسسات الدولية ونحن لن نسمح بأن تكون الوكالة الدولية للطاقة الذرية أداة بيد حكومة ترامب بهدف القضاء على الاتفاق النووي".
وأفادت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا)، أن ظريف قال إن بلاده تتعامل دائما مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشفافية كاملة، وإن "15 تقريرا من تقارير الوكالة تظهر التزام إيران بجميع تعهداتها".
وحول طلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش موقعين غير معلنين في إيران مشتبه في نشاطهما نوويًا، قال ظريف: "لن نسمح بأن تصبح ايران محط الدراسات القائمة على أساس وثائق تجسسية مزعومة".
وتابع: "إذا لجأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى استخدام طرق غير منطقية، سيكون لنا رد مناسب على ذلك".
يشار إلى أن الموقعين المذكورين، وبحسب وكالة أنباء "رويترز"، تم تدميرهما في عامي 2003 و2004 ربما بدافع طمس آثار اليورانيوم.
وبحسب ما ورد في التقارير المتداولة على وسائل الإعلام العالمية، فإن أحد الموقعين يقع في منطقة تورقوزآباد جنوبي طهران، وهو المكان الذي أعلن عنه لأول مرة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وربما يشير وزير الخارجية الإيراني بقوله "وثائق تجسسية" إلى تدخل رئيس الوزراء الإسرائيلي في هذه القضية.
وكانت السلطات الإيرانية قد نفت تصريحات نتنياهو، بل وسخرت منها، ولكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت فيما بعد أنها عثرت على ذرات لليورانيوم المخصب في تورقوزآباد، وأن طهران لم تدلِ بإيضاحات حتى الآن حول مصدر هذا اليورانيوم.
إلى ذلك، قال ظريف إن التحرك الأميركي "الخطر جدًا" إزاء الاتفاق النووي، هو موضوع "مقلق للغاية" سواء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.